الأسواق الحفصية
انعكس الانفتاح التجاري والتطور الاقتصادي إيجابا على قطاعات التجارة وإنشاء الأسواق والتبادل التجاري فقام الحفصيين بإنشاء عدة أسواق أهمها: سوق النساجين، سوق الصباغين، سوق العطارين، سوق الحدادين وسوق الكتيبة وسوق القماش وسوق النحاس.
·
سوق العطارين : تم بناؤه في القرن الثالث عشر ميلاديا على يد
مؤسس الدولة الحفصية أبو زكريا الأول، كانت السوق مشهورة بتجارة عطور الياسمين و الورد وبالعنبر و الحناء. ويمكن الوصول إلى هذا السوق عبر نهج الغرابلية وسوق البلاغجية
ونهج سيدي بن عروس شمالا، وعبر سوق الترك غربا.
·
سوق الكتيبة : كانت هذا السوق التي أسس في العهد الحفصي ونظرا
لاقترابه من جامع الزيتونة
ازدهرت في هذا السوق تجارة الكتب وهو ما يشير إليه اسمه.
·
سوق القماش: يقع هذا السوق بالممر الرئيسي الذي يصل بين
ضاحيتي باب السويقة و باب الجزيرة غربي جامع الزيتونة، و تم بناء السوق في القرن
الخامس عشر ميلاديا من قبل السلطان الحفصي أبو عمر عثمان .
·
سوق النحاس: يعود تاريخ بناء هذه السوق إلى القرن الثالث عشر ميلاديا،
كان الاختصاص الوحيد لهذه السوق تصنيع النحاس وصنع الأواني النحاسية وطلاؤها وبيعها.
القصور الحفصية
مع
الأسف لم تبقى عدة شواهد للبيت والمسكن الحفصي فلقد اندثر البعض وتحول البعض الأخر
لتخصصات أخرى في العهد العهود اللاحقة ولم يبقى شاهدا على روعة العمارة الحفصية
إلا بعض المعالم القليلة ومن أهمها
- قصر العبدلية: الذي يمثل إيقونة عمارة الدولة الحفصية. فكانت العبدليّة تشكّل جزءاً من مجموعة من ثلاثة أبنية منتصبة وسط حدائق
واسعة، ومخصّصة لاصطياف أهل البلاط، لم يصلنا منها إلا البناء الذي يحمل اسم
العبدليّة الكبيرة. ينفتح المدخل الرئيسي تحت رواق معمّد يتكون من ثلاثة عقود
منكسرة تستند على أعمدة حجريّة مكللة بتيجان تركيّة. يحيط بالباب المزيّن
بالمسامير والمنفتح تحت العقد المنكسر إطار من الحجر. وتتخذ الدريبة (الدهليز
الأوّل) شكلا مربّعا، ويدفع وجود مقاعد وبشكلٍ خاص وجود مِشكاة يقف فيها الأمير،
إلى ترجيح استعمالها كقاعة محكمة أو قاعة للاستقبال. تغطي هذه الدريبة قبّة على
شكل صدفة ترتكز على حنايا ركنية، ومزيّنة بجبس نحتت عليه الباقة الحسينيّة. أما
الجدران، فكسيت بخزف إيطالي يعود إلى القرن 19.
يفضي درج إلى الصحن والأجنحة. وقد بنيت هذه الأخيرة
على طبقة أرضيّة تتّخذ شكل قبوات مدعّمة بعقود مزدوجة وبدعامات ضخمة وبجدران فاصلة
من الحجر الدبش والحجر المنجور، تشكل مستودعات للمؤن وغرفة حراسة وإسطبلات تتوضّع
بين باحتي الخدمات. يتم الولوج إلى هذه الفضاءات الملحقة عبر مدخلٍ مستقلّ، يقع في
الجانب المعاكس للمدخل الرئيسي. في الجهة الشماليّة الغربيّة، تتواجد بالطبقة
الأرضيّة قاعة متقدمة مغطّاة بأقبية ومفتوحة بشكل واسع على الخارج، تمثّل قاعة
الاستراحة (مقعد).
ويتوزّع السكن في الطابق الأول حول باحة يزيّن
مركزها حوض ماء مستطيل. وتتقابل الواجهات، وتنفتح قاعتان تحت رواق معمّد في حين
يشكل المدخل بالإضافة إلى قاعة باباً محاطا بنوافذ تحت قوس.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire