ترب مدينة تونس ذات الطابع العثماني
مرّت مدينة
تونس بعدّة فترات تاريخية فامتازت كل فترة منها بقدوم ممثلين لحضارات مختلفة. وهكذا تنوعت
مصادر التأثيرات من الناحية الفنية والمعمارية واتسم كل عصر بطابعه
الذي يميزه عن العصور السابقة. إلا أنه لم يوجد أي انقطاع في سلسلة الحلقات التي
تربط بين مختلف هذه الحقبات التاريخية.
و لكن كان تاثير الاتراك مختلفا لما لديهم من تاثيرمعماري مهم جدا ، مما أعطى صبغة جديدة لفن العمارة في البلاد و أدّى الوجود العثماني إلى ظهور خصائص واتجاهات فنية جديدة من ابرزها مفهوم الترب و قبل الخوض في موضوع الترب و جب الوقوف على تعريفها
الترب هو مصطلح تركي ادخله العثمانين عند قدوميهم الي البلاد التونسية الا ان اصله عربي و عمارة التربة مشتقة من من كلمة تراب. و قد ورد معنها في لسان العرب التربة هي الارض الطيبة الثرية و تربة الارض . و يقصد بالتربة المكان الذي يدفن فيه افراد نفس العائلة سواء كان مكشوفا او مسقوفا .
او نطلاقاً من فترة الحكم العثماني في تونس أصبح كل باي يحكم بمدينة تونس يضيف تربة إلى الجامع، وهو ما حصل
فعلاً بجامع حمودة باشا، وكذلك بالجامع الجديد وبجامع صاحب الطابع.
و تنقسم
الترب في مدينة تونس الي عدة انواع فمنها ما تم بناءه في العهد المرادي و ما تم
اتشيده في العهد الحسيني و تختلف ايضا الترب ما بين ترب تابعة لجوامع و منها
المستقلة و منها من هي على ملك بايات او تابعة لاعيان المدينة او كبار الرتب
العسكرية .
فقد اسس المراديون تربتهم على يد حمودة باشا بمناسبة اقامة مسجد الذي يوجد بجوار زاوية سيدي بن عروس و الذي يعود تاريخه الي منتصف القرن السابع عشر.
و اختص الحسينيون بتربة الفلاري التي امر ببنئاها حسين بن علي ما بين 1708 م و 1710 م بنهج تربة الباي الي جانب المدرسة الحسينية. و التربة الحسينية الملاصقة لزاوية سيدي قاسم السبتي و سيدي قاسم الباجي و التي أحدثها حسين بن علي ايضا في 1727م بنهج الصباغين .و تربة الباي الكبيرة التي من المرجح أن يكون علي باي موسسها و انفرد علي باشا بن محمد بن علي بالتربة الكائنة بنهج الكتبية و تربة الباشا الاعمى قرب زاوية محرز بن خلف و تربة اسطا مراد و تربة بقطاش خوجة داي
و من بين
اهم الترب نجد
تربة يوسف داي
وتعد تربة
يوسف داي بداية تركيز العمارة الجنائزية
الذي يرتبط فيه قبر المؤسس بمكان العبادة. و تكون البناية على شكل مربع يغطيه سقف
هرمي من القرميد الأخضر. يضم كل جانب بائكة زخرفية مركزيّة كبيرة مدعّمة الجوانب
بطابقين من فتحات على شكل مشاكٍ ذات خلفيات منبسطة. وتخفف من ضخامة الكتلة إلى حد
كبير أعمدة الأساس الواقعة في مستويين وتُبرِز التلبيسات الرخاميّة البيضاء
فقرات عقد متناوبة بيضاء وسوداء.
التربة المرادية
و قد جمعت
التربة اضرحة البايات المراديين وأبنائهم وهي موجودة في الركن الجنوبي الغربي المواجه
مباشرة للمئذنة جامع حمودة باشا .
وتتميز
التربة المرادية بشكلها المكعب، وتروي المراجع أن محمد باي المرادي حفيد حمودة
باشا هو من قام ببنائها سنة 1685م. وتتميز أيضا بجمعها بين أنماط معمارية مختلفة
مثل النمط المعماري المغربي ذو الطابع الأندلسي، والطراز العثماني و حتى الأوروبي
التي تبدو في الرخام الإيطالي الملون
بالأبيض و الأسود، والتي نراها في الجدران الخارجية والداخلية.
ويتميز سقف
التربة ، بشكله الهرمي المغطى بالقرميد الأخضر. والملون باللون الذهبي من الداخل،
والذي ينعكس على الأحجار الجنائزية المصنوعة من الرخام المنقوش التي تغطي قبور
المراديين.
التربة
الباشية
لقد تاثر علي باشا بما قام به عمه الباي حسين علي و لكنه عزم على بناء و تشييد انجازات معمارية اكثر اهمية و اكثر تميز مثل التربة الباشية
و قد تاثر الباشا بما قام به عمه حسين باي من انجاز تربة الفلاري في المدرسة الحسينية الصغرى و كذلك تربة سيدي قاسم الصبابطي مع الجامع الجديد و المدرسة الجديدة . و هذا ما جعله يبني هو الاخر تربته داخل المدرسة الباشية و ذلك بزاويتها الجنوبية الشرقية . و رغم صغر مساحة صحن التربة فقد اثري خاصة بمربعات الخزف المصنوعة في القلالين و بلوحات من المرمر المجلوبة من كرارة.
اما غرفة الدفن نفسها فهي تعد اية من الجمال نتيجة لكساء جدرانها بالمرمر الايطالي متعدد الالوان. و كذلك لجمال القبة المتاثرة في نمطها و في هندستها و في شكلها بالطابع التركي. فهي لا ترتكز مثل اغلب قباب المدينة على اربعة عقود بل تحملها جدران الغرفة و ان كنا تعودنا في قباب اغلب معالم المدينة على الانتقال من القاعدة المربعة للقبة الطابق الاول عن طريق اربعة عقود زوايا تذكرنا في اغلب الاحيان بشكل الصدفة البحرية.
و نذكر ايضا
تربة احمد خوجة تربة محمد لاز تربة مصطفى لاز تربة شعبان اغا و تربة الباية فطيمة
و احمد شلبي ولكن اهم تربة في مدينة تونس شاهدة على العهد الحسيني هي تربة
البايات او تربة الباي و هي لست شاهد على الفترة فحسب بل هي نموذج معماري في غاية
الروعة و الجمال.
رابط مقال تربة الباي https://marouasaadani.blogspot.com/2020/10/blog-post_2.html
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire