jeudi 21 avril 2022

التأثيرات الاقتصادية الحفصية في البلاد التونسية

التأثيرات الاقتصادية الحفصية في البلاد التونسية

قد تميز العصر الحفصي بالازدهار الاقتصادي والانفتاح في المبادرات التجارية وشهدت البلاد انتعاش اقتصادي في مجالات الفلاحة والصناعة وساهمت هجرة الأندلسيين إلى تونس في تنوع المنتوجات الحرفية والمعمارية. وعرفت الفترة الأولى من حكم بني حفص نشاط واسع لتبادل والدبلوماسية مع الجانب الأوروبي وتحسن قطاع القرصنة الذي كان يمثل قطاع رابح لخزينة الدولة الحفصية.



 فترة حكم أبي العباس أحمد سنة 772ه/1370م حيث استرجع السلاطين الحفصيون سلطتهم على البلاد ويعتبر ابنه أبو فارس عبد العزيز الذي حكم من بعده سنة 796ه/ 1394م أعظم سلاطين بني حفص حيث عرفت فترة حكمها تغيرا واضحا في الحياة السياسية للدولة وبدأت الأمور تسير نحو الاستقرار والوحدة وازدهار البلاد والرخاء والاطمئنان وعظمة الدولة واستمر الاستقرار إلى غاية عهد أبي عمرو عثمان الذي حكم إلى غاية 892ه/1486م

من أبرز الملامح الاقتصادية في العهد الحفصي هو تميز الدينار الحفصي. فقد امتاز الدينار الحفصي بحجمه ووزنه الكبيرين مقارنة بالدنانير السابقة، إذ يبلغ قطره 29 مم وكتلته 4,78 غ و له شكل فني يحمل جانب إبداعي فقد كان دائري الشكل في هوامشه عبارات لمدح و تمجيد الحاكم و في وسطه مربع يحمل عبارات دينية أو آيات قرآنية . واختلفت أنواع النقوش والخطوط فمنها من كتب بالخط الأندلسي أو المغربي وغيرها.


- ترجمة ذاتية -الحبيب بولعراس- تاريخ تونس ص 294




التأثيرات السياسية الحفصية في البلاد التونسية

  

التأثيرات السياسية الحفصية في البلاد التونسية

الاستقرار السياسي

قد كان أبو زكرياء ملكا عظيما أخضع مناطق التمرد وحفظ الأمن فتقدمت الدولة أيامه في الحضارة تقدما عظيما وعاشت الاستقرار التام وعاش الناس في رفاهية فقد حافظ على قوة الدولة برا وبحرا.

ومن بعده حكم ابنه المستنصر الحفصي الذي عرفت الدولة الحفصية ايضا في عصره الازدهار والاستقرار السياسي فقد ازدادت قوة وشهرة واتسعت أمالك الحفصيين اتساعا شاسعا مما ضمن لهم الاستمرار لفترة طويلة من حكم في افريقية.

علم الدولة الحفصية

  عاشت الدولة الحفصية في عصر السلطان المستنصر الحفصي عصراً ذهبياً بما تحمله الكلمة من معنى حيث قام والده السلطان أبو زكرياء 625-647 هـ بإنشاء الدولة الحفصية، ثم استكمل ابنه السلطان المستنصر توطيد أركانها.

ولقد عرفت الدولة الحفصية بتعدد علاقاتها الودية مع بني مرين بالمغرب الاقصى وبني الأحمر في الأندلس والمماليك بمصر وايضا بالحجاز ومكة في المشرق الإسلامي. اتجهت أنظار أهالي الحجاز إلى الدول الإسلامية فى بلاد المغرب، والمعروف أن الدولة الحفصية كانت أقواهم وأكثرهم مكانة في تلك الفترة، وبلغت أخبارها أقطار بعيدة وانتشر خبرها فى أرجاء العالم الإسلامي، ومن هنا كان شيئاً متقبلاً للجميع أن يبايع أهالي الحجاز وعلى رأسهم شريف مكة أبو نمى بن قتادة السلطان أبو عبد الله محمد المستنصر خليفة للمسلمين، ومنذ هذه اللحظة تلقب بهذا اللقب.

التمردات والانتفاضات

في فترة الحكم الحفصي تطورت العلاقات مع الصليبيين وتم إنشاء تبادل اقتصادي وازدهرت القرصنة الحفصية كما ان الحفصيين كانوا سند الايوبيين والمماليك والأندلسيين في حربهم ضد الصليبيين مما أثار حفيضة الإسبان الذين قاموا بدورهم بمهاجمة السواحل الحفصية مما ادى للمواجهة بين الطرفين في أكثر من مناسبة. 

في عام 1429 م هاجم الحفصيون جزيرة مالطا وصقلية فأثار غضب قراصنة أراغون والبندقية والتي قامت بمهاجمة المدن الساحلية التونسية.

 ومن عوامل ضعف الدولة انتشار الاوبئة الذي أدى لتقلص عدد السكان هذا بالإضافة إلى توتر العلاقة مع طرابلس واحتلال الجزائر من طرف العثمانيين مما ادى إلى تقلص نفوذ الحفصيين. ومع تعدد صعود وتأسيس عدة إمارات منشقة عن الدولة الحفصية بدأ الضعف يخرز في هياكل المملكة مع انشغال كل مسانديها في الحروب ضد الصليبيين والعثمانيين. فتشدد الحصار على أفريقية ومع تكرر الغزو الإسباني لتونس أصبحت الدولة على وشك السقوط ولم تجد منقذ إلا بالخضوع للأسبان بعد الحملة الصليبية الثامنة. وبذلك أصبحت تونس ارض صراع ما بين الأتراك والأسبان ليحسم الأمر في سنة 1574 م بانتصار العثمانيين ولتصبح تونس إيالة تابعة للباب العالي بالاسطنبول.

وبفرار آخر خليفة حفصي محمد السادس وإعدامه بالجزائر تم طوي صفحة الدولة الحفصية.

استغل ملك أراغون الخلافات بين الاخوة سلاطين الدولة الحفصية وتنازعهم على الحكم وتمرد أهل قابس وجربة والقيروان وثورات القبائل والتدخل المريني وانتفاضات طرابلس لمهاجمة الساحل التونسي في المهدية .


- روباربر نشفيك – تاريخ أفريقية في العهد الحفصي – ترجمة حمادي الساحلي – دار الغرب الإسلامي – بيروت – 1988م

- رحاب محمود ابراهيم - العلاقات الخارجية للسلطان المستنصر الحفصي 1239 - 1288 - ص129 - مجلة كلية الآداب جامعة بورسعيد

- ابن خلدون -  مقدمة كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر - ج 2- ص 408



التأثيرات الثقافية والعلمية الحفصية في البلاد التونسية


التأثيرات الثقافية والعلمية الحفصية في البلاد التونسية


 مناطق سيطرة الدولة الحفصية 


https://lh4.googleusercontent.com/E8t3mtyA35Zc5RhBe6KAaZ7vz00wbdVb2jHjbltZN_TlMxNDFJO6k_5INeGudIumOySdhLIjOITXOQwfFoaQjRJm4XvI1sAnZdJ59ImKhFF3txOuZqW9TsbzjJ9uhf5oMkeew8og

التأثيرات الثقافية

اللباس الحفصي

وقد عرف أهل إفريقيّة لباس الأقمصة والسراويل والجبة منذ أمد بعيد، ولاسيما رجال القضاء

وعلماء الدين.

ومن خصائص الجبّة الحفصية أنها ثوب فضفاض ومستطيل يصنع من قماش ذي ألوان مختلفة

وهي في أغلب الأحيان من صوف خالص.

ومنذ اتساع نطاق العلاقات التجاريّة مع أوروبا بدأ استيراد نوع جديد من القماش

يعرف باسم "الملف" وصار مادة أساسيّة لصناعة الجبة.

وبهذا اللباس نفسه ظهر مبعوث سلطان تونس إلى نابولي سنة 1442 م

وبذلك الزي نفسه ظهر السلطان الحفصي ذاته مولاي الحسن بعد مائة سنة.

وفي تونس العاصمة كانت تزيّن الجبة بما يسمّى "الحرج"

وهو نوع من الزخرفة فيقال "جبة بالشمس" أو ب "البرج".

أمّا اللّباس المفضّل الذي يتم ارتداؤه فوق الجبة سواء لدى سكّان المدن او الريف

فهو البرنس وهو رداء مصنوع من القماش الخشن أو الرقيق وله ألوان مختلفة

تتراوح بين اللون الداكن إلى الأحمر الأرجواني.

 ومن أنواع الاخرى للباس في العهد الحفصي لباس يطلق عليه اسم "المضبوط"

ويتركّب من قميص "سوريّة" من الكتان و"صدريّة" و"بدعية" و"منتان"

له كمّان مزينة بنوع من الأزرار تعرف ب "العقد"

وسروال فضفاض، يضيق تحت الركبتين، ويشدّ هذا السروال على الخصر بشريط يسمى

"تكّة" ثمّ بحزام اسمه "شملة".

كما تختلف ملابس الريف عن ملابس الحضر فنساء الريف أو البادية يلبسون في أيام الشتاء

جبة وقميص وخملة ومقنعة، وفراشهم اللحاف المحشو والكساء والملحفة

ويفرش على الأرض نطع وسبتية، وكذلك الحصير المصنوع من الحلفاء البرية .

وغالبا تغزل المرأة المشاق والكتان .ثم تنسج الملابس في بيوتهن

وتغزل الزوجة لزوجها ما يلبسه، ويطوف على القرى والبوادي باعة يحملون سلعهم

على خيول أو بغال أو حمير يبادلونها بمنتجات الريف من البيض والدجاج والصوف


الحياة الأدبية الحفصية


عرف المشهد الثقافي في دولة بني حفص ازدهارا كبيرا بفضل عناية سلاطين الدولة

بالثقافة والعلوم وعنايتهم بالأدباء والشعراء وإقامة المنشآت الثقافية كإنشاء مكتبة

أبي زكرياء الأولى التي ضمت 36 ألف كتاب.

وأصبحت تونس وجهة للشعراء والأدباء فازدهرت الفنون من خلال تعدد المجالس الشعرية والأدبية.

مساهمة الخلفاء الحفصيين أنفسهم في إثراء الحياة الثقافية بعاصمتهم

إنتاجا وحثا على الإنتاج بإغداقهم المنح وجلبهم الشعراء والأدباء

وتأسيسهم المكتبات وانتدابهم للكتابة في ديوان الإنشاء . 

ومن أشهر أدباء العصر الحفصي لذكر لا للحصر البرزلي، ابن الناجي

و محمد بن محمد التونسي المعروف بابن القوبع، برهان الدين الصفاقسي.

حتى ان النساء في العهد الحفصي كانوا من صاحبات الأدب والشعر

وقد قل من نسائهم من لا يقول الشعر

ونذكر بيتين لشاعرة التي علمت ابو الحسن التجاني الأدب والشعر:

'' يقولون لي هذا حبيبك ما سمه

فما استطعت إفشاء وما أسطعت اكتم

قلت لهم كفوا الملام فنما

اوئله ميم وحرف مقدم ''


التأثيرات العلمية


كانت الدولة الحفصية في عصرها الذهبي تعد من حواضر العلم والإبداع

في مجالات الطب والجبر والهندسة وفنون العربية واللغة والتاريخ والترجمة

وعلوم الحديث والفقه والعلوم الدينية.

و كانت المنستير مركزا من مراكز التعليم بافريقية يقصده الطلبة

من بعيد للدرس والتعلم والتفقه في الدين على ايدي علماء المنستير

او العلماء الوافدين عليها من المرابطين او من المارين بها .

وقد تخرج ابو عبد الله بن عبد السلام بن يوسف بن كثير المنستيري الهواري

من مدرسة المنستير وأصبح قاضي الجماعة في جامع الزيتونة.

ولقد ساهم في تنشيط هاته الحركة العلمية قدوم الأندلسيين

فتميز المشهد العلمي في العاصمة الحفصية.

ولعل من أشهر علماء الأندلس في علم الجبر والحساب الشيخ علي القلصادي الغرناطي

الذي هاجر من الأندلس بعد الغزو الاسباني واستقر بمدينة باجة إلى حدود وفاته.

ومحمد بن أحمد بن عثمان الوانوغي التونسي الذي كان من أبرز علماء الجبر والمنطق.

ومن المجالات العملية التي نبغ فيها الحفصيين هي المجال الطبي

وذلك باستشراف تجربة الصقليين في هذا المجال وبفضل الهجرات العلماء

من الشام ومصر والمغرب الي تونس ومن أبرز اطباء العهد الحفصي

أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد الأموي المعروف بابن أندراس

الذي أشرف على علاج أمير المؤمنين المستنصر الحفصي.


- أحمد الطويلي - في الحضارة العربية التونسية - ص 39 - دار المعارف

 -  الريف في افريقية من خلال نوازل ابي القاسم البرزلي (841ه / م1438) دراسة جديدة في كتب النوازل - بقلم الدكتور عبد الرحمان بشير - مقال علمي نشر عن طريق دار العين قسم تاريخ شعبي في 11 فيفيري 2015 


الأسواق و القصور الحفصية

الأسواق الحفصية  انعكس الانفتاح التجاري والتطور الاقتصادي إيجابا على قطاعات التجارة وإنشاء الأسواق والتبادل التجاري فقام الحفصيين بإنشاء ع...