التأثيرات السياسية الحفصية في البلاد التونسية
الاستقرار السياسي
قد كان أبو زكرياء ملكا عظيما أخضع مناطق التمرد وحفظ الأمن فتقدمت الدولة أيامه في الحضارة تقدما عظيما وعاشت الاستقرار التام وعاش الناس في رفاهية فقد حافظ على قوة الدولة برا وبحرا.
ومن بعده حكم ابنه المستنصر الحفصي الذي عرفت الدولة الحفصية ايضا في عصره الازدهار والاستقرار السياسي فقد ازدادت قوة وشهرة واتسعت أمالك الحفصيين اتساعا شاسعا مما ضمن لهم الاستمرار لفترة طويلة من حكم في افريقية.
عاشت الدولة الحفصية في عصر السلطان المستنصر الحفصي عصراً ذهبياً بما تحمله الكلمة من معنى حيث قام والده السلطان أبو زكرياء 625-647 هـ بإنشاء الدولة الحفصية، ثم استكمل ابنه السلطان المستنصر توطيد أركانها.
ولقد عرفت الدولة الحفصية بتعدد علاقاتها الودية مع بني مرين بالمغرب الاقصى وبني الأحمر في الأندلس والمماليك بمصر وايضا بالحجاز ومكة في المشرق الإسلامي. اتجهت أنظار أهالي الحجاز إلى الدول الإسلامية فى بلاد المغرب، والمعروف أن الدولة الحفصية كانت أقواهم وأكثرهم مكانة في تلك الفترة، وبلغت أخبارها أقطار بعيدة وانتشر خبرها فى أرجاء العالم الإسلامي، ومن هنا كان شيئاً متقبلاً للجميع أن يبايع أهالي الحجاز وعلى رأسهم شريف مكة أبو نمى بن قتادة السلطان أبو عبد الله محمد المستنصر خليفة للمسلمين، ومنذ هذه اللحظة تلقب بهذا اللقب.
التمردات والانتفاضات
في فترة الحكم الحفصي تطورت العلاقات مع الصليبيين وتم إنشاء تبادل اقتصادي وازدهرت القرصنة الحفصية كما ان الحفصيين كانوا سند الايوبيين والمماليك والأندلسيين في حربهم ضد الصليبيين مما أثار حفيضة الإسبان الذين قاموا بدورهم بمهاجمة السواحل الحفصية مما ادى للمواجهة بين الطرفين في أكثر من مناسبة.
في عام 1429 م هاجم الحفصيون جزيرة مالطا وصقلية فأثار غضب قراصنة أراغون والبندقية والتي قامت بمهاجمة المدن الساحلية التونسية.
ومن عوامل ضعف الدولة انتشار الاوبئة الذي أدى لتقلص عدد السكان هذا بالإضافة إلى توتر العلاقة مع طرابلس واحتلال الجزائر من طرف العثمانيين مما ادى إلى تقلص نفوذ الحفصيين. ومع تعدد صعود وتأسيس عدة إمارات منشقة عن الدولة الحفصية بدأ الضعف يخرز في هياكل المملكة مع انشغال كل مسانديها في الحروب ضد الصليبيين والعثمانيين. فتشدد الحصار على أفريقية ومع تكرر الغزو الإسباني لتونس أصبحت الدولة على وشك السقوط ولم تجد منقذ إلا بالخضوع للأسبان بعد الحملة الصليبية الثامنة. وبذلك أصبحت تونس ارض صراع ما بين الأتراك والأسبان ليحسم الأمر في سنة 1574 م بانتصار العثمانيين ولتصبح تونس إيالة تابعة للباب العالي بالاسطنبول.
وبفرار آخر خليفة حفصي محمد السادس وإعدامه بالجزائر تم طوي صفحة الدولة الحفصية.
استغل ملك أراغون الخلافات بين الاخوة سلاطين الدولة الحفصية وتنازعهم على الحكم وتمرد أهل قابس وجربة والقيروان وثورات القبائل والتدخل المريني وانتفاضات طرابلس لمهاجمة الساحل التونسي في المهدية .
- روباربر نشفيك – تاريخ أفريقية في العهد الحفصي – ترجمة حمادي الساحلي – دار الغرب الإسلامي – بيروت – 1988م
- رحاب محمود ابراهيم - العلاقات الخارجية للسلطان المستنصر الحفصي 1239 - 1288 - ص129 - مجلة كلية الآداب جامعة بورسعيد
- ابن خلدون - مقدمة كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر - ج 2- ص 408
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire